ادباء السريان يستذكرون سيفو
استضاف النادي الثقافي الأشوري في عنكاوا مساء يوم الأربعاء 29 نيسان 2015 وبرعاية اتحاد الأدباء والكتاب السريان الباحثين ( د. عوديشو ملكو , عبدالسلام الخديدي ) بالمناسبة مرور مائة عام على مذابح سيفو 1915 التي راح ضحيتها اكثر من 500 الف انسان بريء من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على يد قوات النظامية للدولة العثمانية انذاك والمليشيات المتعاونة معها.
ابتدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء مذابح سيفو وكل الشهداء شعبنا على مدى التاريخ , بعد ذلك افتتح الجلسة مدير الندوة الإعلامي دومارا كانون بكلمة قصيرة باللغة السريانية تحدث فيها هول المأساة التي تعرض لها شعبنا عبر الزمن , وهذه الجريمة تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية وهي تتفرج على مجزرة ينفذها أناس لا تربطهم بالإنسانية أية رحمة .
بعد ذلك قدم كانون نبذة عن السيرة الذاتية للمحاضرين , معطيا الحديث للدكتور عوديشو ملكو الذي استعرض بشكل دقيق الظروف السياسية والتاريخية والاجتماعية لواقع الدولة العثمانية وتداعيات المجتمع الدولي آنذاك ومراحل الاضطهاد الذي تعرض له شعبنا .. مائة عام من سيفو , هذا كان عنوان المحاضرة المكلف بها ملكو , ولكنه اختار عنوانا آخر , لكي لا يكرر الإحداث التاريخية للمجزرة فقط وهي معروفة لدى الأغلبية , فقد اختار عنوانا آخر شكل القسم الأخير من المحاضرة وكان تحت عنوان ( بعض ما لم يقال عن سيفو ) تحدث فيه الباحث عن وجهة نظره فيما آلت إليه الإحداث معززا ذلك بالمعلومات التاريخية .
الباحث الاثاري والمنقب عبدالسلام سمعان الخديدي، اختار جانب آخر مهم مما يعانيه شعبنا من تدمير تراثي وبشري ونفسي وأنساني ليتحدث عن ( تداعيات التدمير الاثاري والحضاري ) ولكون المحاضر يمتلك خزين معلوماتي كبير عن المواقع الأثرية في العراق بحكم عملة فيها وبشكل خاص المناطق الشمالية منه , أسهب بشكل تفصيلي وعلمي عن المراحل التاريخية للاستكشافات في العراق , ومدى الجهود التي بذلتها الدولة على مختلف مراحلها منذ قيام الدولة العراقية , ما بذلته من جهود مادية وبشرية وعلمية حتى تمكنت أن تعيد الحياة إلى هذه المواقع , وهي تشكل العمق التاريخي والحضاري للبلد .
الخديدي عبدالسلام , اجاب خلال محاضرته على مجموعة أسئلة هي مدار الحديث في الإعلام ومن قبل الإفراد , لماذا تستهدف حضارتنا بالذات ؟ هل هذا الاستهداف عفوي او مخطط له , ما هم مستقبلنا ومستقبل أجيالنا لو استمر هذا المنهاج ألتدميري للحضارة ؟ موقف الحكومة المحلية والمنظمات العالمية جراء هذا التدمير، هذا وقد حضر المحاضرة عدد من أعضاء برلمان إقليم كردستان و جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا ومسوولي وممثلي أحزاب شعبنا وممثلي منظمات المجتمع الدولي و روند بولص رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان، وعدد كبير من مثقفي شعبنا من الأدباء والكتاب السريان.
.شهدت الندوة نقاشات و حوارات رصينة اغنت ما طرحه المحاضرين في مداخلتهما. في الختام قدم اتحاد الادباء والكتاب السريان هدية تقديرية للمحاضرين تقديرا لجهودهما.