اودو .. ومذابح سيفو في ذاكرة الباحث بنيامين حداد
نمرود قاشا ضمن نشاطات الاتحاد العام للأدباء والكتاب السريان في توثيق مجازر سيفو في ذكراها المائة , استضاف الاتحاد الكاتب والباحث بنيامين حداد ليتحدث عن : المطران توما اودو ومذابح سيفو وذلك عصر يوم الثلاثاء 16 حزيران 2015 وعلى قاعة كنيسة مار كوركيس في عنكاوة . قدم المحاضر الشاعر نؤئيل الجميل مرحبا بضيفه والحضور ثم محطات من السيرة الذاتية للباحث حداد . تحث بعد ذلك الباحث في بداية محاضرته عن أسرة ( ال اودو ) بالقول : توما اودو , المطران الشهيد , هذا النجم الساطع في الكنيسة المشرقية وعالم من علمائها الثقاة , ورائد من رواد إحياء اللغة السريانية وتراثها العريق . وأضاف الباحث حداد : نشاء في أسرة عريقة كريمة اشتهرت بعناصرها الاكلوروسية المؤثرة في تاريخ الكنيسة الشرقية بالعلم والمعرفة وخاصة الطب الشعبي الذي مارسه العديد من أبنائها ولا زال يمارس حتى اليوم . ومن هنا لعبت ( أسرة الحكيم ) إلى جانب لقبها الأصلي ( بيت اودو ) نسبة إلى جدهم اودو النازح من تخوما في منطقة حكاري – تركيا .وممن أنجبتم هذه الأسرة المباركة البطريرك الشهيد مار يوسف اودو ( 1791 – 1878 ) . بعدها تحدث المحاضر عن سيرة المطران توما اودو المولود في القوش في 11 تشرين الثاني 1855 , تلقى مباديء تعليمه في قريته , في عام 1869 اصطحبه البطريرك يوسف اودو لإكمال دراسته في البروبغندا ( معهد انتشار الإيمان ) في روما , حيث تخرج سنة 1880 حاصلا على شهادة الملفنة ( الدكتوراه ), حيث رسم كاهنا وعاد الى الموصل وشغل مهمة كاتم أسرار البطريرك إيليا عبو اليونان ,سنة 1888 أرسله البطريرك الى أورمية إيران ليصبح راعي أبرشية أورمية وسلامس , نال الأسقفية في الموصل في الأول من أيار سنة 1892 . وعن الدور الثقافي للمطران اودو قال حداد : ظل اودو يدير أبرشيته بحكمة إلى جانب اهتمامه بالبحث والتأليف والترجمة , فله خمسة عشر مصنفا قيما في اللغة وغيرها في مقدمتها مؤلفه الشهير كنز اللغة السريانية الذي يعد أول معجم حديث . وعن ألهم الأكبر للمطران اودو في تلك الفترة هي مصير شعبنا ( الكلدو اثوري ) بعد أن غدا مصيره مجهولا تعصف به الرياح في كل اتجاه وخاصة بعد اشتعال نيران الحرب العالمية الأولى 1914 وما قبلها , حيث بدأ تهديد المسيحيين في مواقع سكناهم التاريخية , وخاصة في فترة حكم السلطان عبد الحميد كانت الفترة الحقيقة لتنامي وتبلور البغضاء الذي كان يكنه بني عثمان للبشرية جمعاء ولكل ما هم غير عثمانيا تركيا وبتزمت ديني جنوني أعمى مما أودى بحياة مئات الآلاف من المسيحيين عبر مذابح بربرية ومجازر رهيبة واضطهاد ونفي وتهجير قسري والاستيلاء على الأراضي والممتلكات , وفق فرمانات كانت تصدر من السلطان العثماني .وانطلاقا من هذه التي ترفض كل الآخرين اشتدت مجازر الإبادة الجماعية ( سيفو ) . وعن علاقة روسيا القيصرية بالزعامات المسيحية ومحاولات دعمهم, ومن ثم انطلاق شرارة الحرب العالمية الأولى 1914 ووقوف الدولة العثمانية بجانب ألمانيا ضد الحلفاء . وتحدث الباحث بنيامين حداد عن اشتداد الهجمات الشرسة على الاثوريين من كل الجهات , وكل الوعود التي قطعت لحمايتهم كانت مجرد كلام . من قبل الروس و الانكليز وبعض الأحزاب العثمانية, وتطورت الإحداث فيما بعد حيث قتل الآلاف من أبناء شعبنا ومن ضمنهم المطران توما اودو في أيلول 1918. واختتم الباحث حداد محاضرته بالقول : وإزاء هذا التعصب العنصري القومي الشوفيني الذي استمر ينخر في كياننا حتى كدنا اليوم أن نتلاشى إبادة أو صهرا في بحر التعصب وفي كل الأحوال فالنتيجة النهائية هي التلاشي والزوال كأمة . وبعد اختتام المحاضرة التي حضرها جمع من المهتمين والأدباء فتح باب النقاش والمداخلات حيث اجاب المحاضر على الأسئلة والمداخلات . وقدم الاتحاد العام للأدباء والكتاب السريان هدية تقديرية للمحاضر قدمها له باسم الاتحاد السيد نيسان كرومي رزوقي قائمقام قضاء الحمدانية