الكاتب والناشط المدني اسكندر بيقاشا في ضيافة اتحاد الادباء والكتاب السريان
بهنام شابا شمني
عنكاوا كوم
بحضور نخبة من الادباء والكتاب والاعلاميين والاكاديميين والمهتمين بشؤون شعبنا، استضاف اتحاد الادباء والكتاب السريان الكاتب والناشط المدني اسكندر بيقاشا في جلسة حوارية حملت عنوان ( واقع الخطاب الاعلامي والثقافي لشعبنا والتحديات ) مساء يوم الجمعة 11 / 9 / 2015 في قاعة المركز الاكاديمي الاجتماعي في عنكاوا . في بداية الجلسة رحب روند بولص رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ومدير الجلسة بالسادة الحضور الذي بأسمهم جميعا وبأسم الاتحاد رحب بالضيف الكاتب اسكندر بيقاشا القادم من السويد تبعها بقراءة سيرة المحاضر الذاتية .
استهل الكاتب والناشط المدني والاعلامي اسكندر بيقاشا حديثه بالاعراب عن سعادته بالحضور منوها الى ان من بينهم من هم اساتذته وزملاؤه لهم باع طويل في مجال السياسة والثقافة والاعلام ، وأردف قائلا اننا جئنا اليوم جميعا لنساهم في فكّ مجموعة العقد التي تواجهنا نحن كشعب يعيش في هذا العالم وبالتحديد في منطقة الشرق الاوسط التي تشهد صراعات مختلفة وكل منا له رؤيته لما يجري في هذه المنطقة .تحدث بعدها بيقاشا عن تاريخ الصراعات في منطقة الشرق الاوسط ابتداء من الحروب بين شعوب المنطقة الاوائل السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين ثم صراع العرب والفرس والرومان والاتراك مؤكدا ان المنطقة لم تشهد هدوءا وسلاما الا ما ندر . واصل الكاتب اسكندر بيقاشا حديثه عن الصراعات في الزمن الحديث والتي لخصها بالصراع العربي الاسرائيلي . ثم تابع حديثه عن الصراعات في زمننا الحاضر وقسمها بحسب وجهة نظره الى الصراع العربي الاسلامي مع ايران وصراع عربي عربي وصراع مذهبي سنّي وشيعي وصراع ديني علماني كما في مصر وتونس وحتى في العراق ولبنان ايضا وصراع من نوع آخر هو صراع شرقي وغربي وهو صراع ثقافي . واضاف بانه لكي تكون لنا صورة عما يجري لا بد من دراسة هذه الصراعات .وتساءل الكاتب والناشط المدني اسكندر بيقاشا قائلا اين نحن من محاور الصراعات هذه كلها ؟ وهل لدينا تأثير في معادلة الشرق الاوسط ؟ وأجاب باننا لسنا الا ورقة يستخدموننا اطراف الصراعات هذه بحسب مصالحهم أحيانا كضحية أو كطُعم أو وسيلة لكسب الاموال في أحيان اخرى .ثم تطرق بيقاشا في محاضرته الى دور اعلام شعبنا وسط هذا الكم الهائل والمتطور من الاعلام المرئي والمقروء مستعرضا وسائل اعلام شعبنا في الداخل والخارج منها المرئية التي لم ترتقي الى المستوى الذي استطاعت فيه ان تصل بصوتنا الى الرأي العام العالمي ، عازيا السبب في ذلك الى الفقر المادي الذي يقف حائلا امام انشاء قناة تلفزيونية بكوادر محترفة لها اسلوب محترف في الطرح. وفي الاعلام المقروء ذكر بيقاشا ، اننا لا نمتلك صحيفة ناضجة ان كان في الداخل او في الخارج تأخذ على عاتقها مسؤولية تبني قضية شعبنا . بينما جاء في سياق حديثه عن الاعلام الالكتروني المتمثل بمواقع شعبنا قايلا ان اغلبها تعكس رؤية ادارتها والجهة التي تنتمي اليها مما يتخذها البعض كوسيلة لاسقاط الاخر . وخلص بيقاشا الى القول بان هذا كله يجعلنا ان نصل الى حقيقة مرة وهي ان اعلامنا مغيب في وسط هذه الصراعات الطائفية والمذهبية، . واختتم بيقاشا محاضرته بالدعوة الى ايقاف حملات التشويه في اعلامنا ، تشويه الاشخاص وتشويه المواقف واعادة ترتيب بيتنا والتركيز على المشكلة وترك التاريخ والتفكير بالمستقبل، وكان للحضور اراء ومداخلات ساهمت في توضيح الصورة اكثر لواقع شعبنا فجاء احدها باننا بحاجة الى مثقف ثوري تنويري يتكلم عن المستقبل . بينما نبه آخر الى دور مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر التي لم يتطرق اليها المحاضر بالرغم من انها تلعب دورا كبيرا الان اكبر تاثيرا من الفضائيات وهي التي تحرك الشارع . في حين ذكر آخر اننا بحاجة اكثر الى اعلام مستقل بعيدا عن التجاذبات السياسية ، واعلامنا ليس الا اعلام سلبي تراشقي داخل البيت الكلداني السرياني الاشوري لذا يقتضي توحيد الخطاب الاعلامي . فيما اشارت مداخلة اخرى الى اننا اصبحنا لا شيء امام هذا الصراع الديني الطائفي المذهبي وفق مبدأ الاكثرية والاقلية ولا سبيل لنا الا التراصف مع من يقفون في وجه هذا الفكر وهم الباحثون عن الدولة المدنية والعلمانية ، ووسائل اعلامنا الحالية موجهة الى ابناء شعبنا فقط وهي اشبه ما تكون بقنوات دينية ثقافية فقط . في حين اشارت الدكتورة منى يوخنا عضو لجنة صياغة دستور كوردستان الى ان الفكر الديني اخذ يسيطر على قطاعات واسعة من المجتمع بحيث يؤثر حتى على قرارات الاحزاب التي تتبنى افكارا علمانية ، اي الخوف من القاعدة الجماهيرية واضافت بان الصراع سيظل قائما في المستقبل المنظور . وبين ممثل قناة عشتار الفضائية في مداخلته ان ضعف القنوات التلفزيونية يعود الى النقص في التمويل المالي وعزوف المثقفين عن المشاركة ورفد هذه القنوات بالافكار . في نهاية الجلسة قدم اتحاد الادباء والكتاب السريان هدية تقديرية الى الكاتب اسكندر بيقاشا سلمها له الشاعر زهير بردى تثمينا لجهوده في اعداد وتقديم هذه المحاضرة. .
السيرة الذاتية للمحاضر
اسكندر بولص بيقاشا
مواليد شمال زاخو 1957
درس في زاخو ـ الزاب الاسفل ـ المحلبية ـ بغداد
خريج كلية العلوم ـ جامعة بغداد ـ قسم الجيولوجيا
عضو ادارة الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وعضو تحرير مجلتها ( قالا سوريايا ) حتى عام 1982
صعد الى الجبال بداية 1983 ضمن المقاومة المسلحة هناك
هاجر الى السويد عام 1984 ودرس الالكترونيك في احد معاهدها
يعمل الان مهندسا في قسم تكنولوجيا المعلومات في المعهد التقني الملكي في ستوكهولوم
ناشط في منظمات المجتمع المدني السويد
عضو ادارة جمعية يومانا الاعلامية في السويد التي تدير موقع عنكاوا كوم منذ عام 2003