عبدالحسين شعبان في جلسة حوار عن كتابه (أغصان الكرمة .. المسيحيون العرب ) في عنكاوا: المرجعية التي ينبغي ان يخضع لها الجميع هي مرجعية الدولة
عنكاوا كوم / خاص
تقرير /بهنام شابا شمني
ذكر الدكتور عبدالحسين شعبان في معرض حديثه عن مؤلفه الذي صدر حديثا والذي حمل عنوان ( أغصان الكرمة .. المسيحيون العرب ) في الجلسة الحوارية التي اقيمت في عنكاوا . ان دلالات عدة دفعته الى تأليف هذا الكتاب ، أولى هذه الدلالات هي الخصوصية فللمسلم خصوصية وللمسيحي خصوصية بغض النظر عن ثقله العددي انطلاقا من مبدأ المساواة وهذه هي الدلالة الاساسية التي وددت ايصال فكر الكتاب من خلالها . واردف قائلا ، أنني اتمنى ان يأتي يوم ليصبح مسيحي رئيسا للعراق .
وتابع الدكتور شعبان كلامه قائلا ان مفهوم الاقلية والاغلبية لا ينطبق على المجاميع الثقافية ، لان هذه هويات ولها خصوصيات وهي مكملة واحدة للاخرى . اما الاغلبية والاكثرية فهي في البرلمانات والحكومات والاحزاب اما في الثقافات ومن مبدأ المواطنة فهي متكاملة .
والدلالة الثانية هي اريد ان أنفي عن المسيحيين وعن المجاميع الثقافية الاخرى مفهوم الاقلية ، لاني اعتبر والكلام للدكتور عبدالحسين شعبان ان مفهوم الاقلية من ضمن ما يتضمنه الاساءة والانتقاص والانصياع والخضوع الى الاغلبية وهذا مخالف لمباديء المواطنة ومخالف للقواعد الدولية وللشرعة الدولية لحقوق الانسان ، ولهذا جاء انتقادي في سنة 1992 لقرار الامم المتحدة المسمى حقوق الاقليات وقلت انه يجب ان يسمى حقوق المجاميع الثقافية .
وفي حديثه عن الدلالة الثالثة في كتابه هي الرد على بعض المفاهيم الخاطئة في النصوص التي ذكر ان هناك انتقاص من المسيحيين في الثقافة السابقة ولهذا يقول شعبان حاولت ابراز الجانب المشرق في المساهمة المسيحية في بناء شعوب المنطقة ، الامر الذي يستوجب اعادة النظر في الثقافة السائدة في النصوص التربوية والتعليمية التي تنتقص منهم ومن المكونات الاخرى . وهو يتعلق ايضا بمبدأ المواطنة وهو مبدأ اساسي سواء ما يتعلق بالتشريع او ما يتعلق بممارسة الطقوس والشعائر الدينية واقامة الجمعيات والكيانات الثقافية والاجتماعية او بحق الاعتقاد او بالحقوق المدنية الاخرى التي ينبغي ان تكون حقوق متساوية مع جميع البشر .
ونوه ايضا الى انه تطرق الى الفرق ما بين الجهاد والارهاب وشروط الجهاد والى أصل الذمة ودفع الجزية وان تفسيراتها وتأويلتها لم تعد مقبولة في زمننا الحاضر .
وختم الدكتور عبدالحسين شعبان حديثه برد الاعتبار لفكرة الوطنية والمواطنة ولفكرة الدولة باعتبارها هي المرجعية العليا ، وشدد في كلامه ايضا الى ان لا مرجعية فوق مرجعية الدولة مهما كانت هذه المرجعية ( دينية ، سياسية ، اجتماعية ، عشائرية ، مالية ..الخ ) . المرجعية التي ينبغي ان يخضع لها الجميع هي مرجعية الدولة التي يجب ان تقوم على اساس المواطنة والمساواة والحرية والمشاركة والعدالة الاجتماعية .
وكانت قد اقيمت في 16 أيلول الجاري في قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا وبرعاية المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وبالتعاون مع جمعية حدياب للكفاءات ومعهد الدراسات الوطنية واتحاد الأدباء والكتاب السريان جلسة حوارية بمناسبة صدور كتاب الاكاديمي والمفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان الذي حمل عنوان ( أغصان الكرمة … المسيحيون العرب ) شارك فيها كل من الاستاذ الدكتور شيرزاد النجار مستشار في مجلس الوزراء في اقليم كوردستان ورئيس معهد الدراسات الوطنية ، والاب الدكتور سالم ساكا راعي خورنة مار كوركيس في عنكاوا ، والاستاذ الدكتور عدنان عودة عباس استاذ الادب العربي في جامعة صلاح الدين / اربيل . وادار الجلسة الاديب هيثم بهنام بردى ، بحضور رؤساء ومسؤولي المؤسسات الراعية للاحتفال والفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين ونخبة من الادباء والكتاب والمثقفين .
ومما جاء في الدراسات التي قدمها الاساتذة المشاركون في الجلسة الحوارية . تسائل الدكتور شيرزاد النجار عن الذي دفع بالدكتور عبدالحسين شعبان النجفي الاصل في الكتابة عن المسيحيين وما الذي دعاه الى الولوج في هذا المعترك المعقد المتشابك ؟ بالتاكيد ان الدافع هو ما تحمله المسيحية من العدل والانصاف والتسامح ، واضاف بان الدكتور شعبان يرفض في كتابه مصطلح الاقليات ويصفهم بالمكونات وتابع قوله بان الدكتور شعبان يذكر بان المسيحيين هم المكون الاصيل في المنطقة وان وجودهم في السنوات الاخيرة بدأ يترنح بعد استهدافهم تشريعيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا ومضايقتهم في ممارسة حياتهم وطقوسهم . ولكن والحديث للدكتور شيرزاد ما العمل من اجل الحد من استهداف المسيحيين وهو احد اهداف هذا الكتاب . وبحسب شعبان يقول الدكتور شيرزاد هو في بناء الدولة الوطنية واقامة حكم القانون ونشر مفاهيم المواطنة .
اما الدكتور سالم ساكا فجاء في قراءته للكتاب ان وسط التغيرات الكبيرة التي تحدث في السنوات الاخيرة في المنطقة وفرض علينا واقعا جديدا لا نعرف نهايته يبرز التحدي الاكبر الذي يواجهنا وهو ( العيش معا ) كيف يمكن ان نعيش معا في سلام واحترام في ظل التعددية التي تتميز بها مجتمعاتنا ، كيف يمكن ان نحول هذه التعددية من اداة للتنافر الى اداة للتكاتف والتراصف ، يقول الاب سالم ساكا . هل يتغلب منطق ( اما انا واما هو ) او منطق ( انا وانت معا ) . في ظل هذا التناحر والقتل على الهوية يصدر كتاب عبدالحسين شعبان ( اغصان الكرمة ..المسيحيون العرب ) .
اما الدكتور عدنان عودة استاذ الادب العربي فذكر ان ما جاء في كتاب عبدالحسين شعبان عن مسألة الاقلية والاغلبية فهي تؤرقني كما تؤرق الكثيرين وهو رفض هذا المبدأ ويؤكد على التكوين الاجتماعي . واضاف ان الذين يحكمون اليوم هم اكثرية وكانوا في زمن مضى اقلية والذين اصبحوا اقلية من المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين كانوا اكثرية . وذكر ايضا ان هناك مصطلحا اخر يستخدم الان في عبثية الاعلام العراقي وهو مصطلح الاخوة المسيحيون او الاخوة الكورد . وهو مبدأ مرفوض ايضا لان الاخ الكبير يعطف على الاخ الصغير وعلى الصغير ان يحترم الكبير .
وفي نهاية الجلسة قدم الدكتور امجد حويزي المدير العام للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وكالة درع المديرية الى الدكتور عبدالحسين شعبان تثمينا لجهوده في تأليف الكتاب وحضوره الجلسة الحوارية .