حفل توقيع كتابان في استضافة اتحاد الادباء و الكتاب السريان
كتابة : نمرود قاشا
حكايات واقعية , طالما كانت ملّبدة بغيوم افكار متطرفة لتؤشر غيوما سوداء لا تزال في الموصل, لا سيما بان تلك الغيوم امطرت في نهاية المطاف لتنشئ فيضانا من الازمات …..هي حكايات لا زلنا نعيش هاجسها دونها الاعلامي سامر الياس سعيد في كتاب حمل عنوان " حكايات لبدتها الغيوم " .
والمدونة السردية الموسومة " العنكاوي الطائر " نص سردي تاريخي ووثائقي يحكي قصة ( يوسف ابراهيم العنكاوي )على مرجعية تاريخية وثائقية اعتمدها الكاتب نوري بطرس عطو في سياق سيري .
هذان الكتابان هي اخر اصدارات الكاتبين المشار اليهما اعلاه , فقد استضافهم اتحاد الادباء والكتاب السريان في امسية على قاعة المنتدى الاكاديمي الاجتماعي في عينكاوا يوم السبت 28 تشرين الثاني 2015 في احتفالية توقيع الكتابين .
الامسية قدمها فابيان نوئيل عزيز بمقدمة عن اصدار الكاتب نوري بطرس عطو ( الطائر العنكاوي وهموم النورس الفضي ) مع نبذة عن سيرته الشخصية ليعطي المجال بعدها للدكتور بهنام عطالله ليقدم قرائته للمجموعة القصصية . بعدها تحدث الكاتب عن مجموعته التي كتب مقدمتها أ . د محمد صابر عبيد وجاءت ب ( 183 صفحة ) من القطع المتوسط ومن اصدار منشورات الضفاف .
الاعلامي سامر الياس سعيد تحدث بإسهاب عن حكاياته التي اهداها الى الموصل مدينته التي احبها بعشق غير اعتيادي بكل ما تختزنه من عمق حضاري من اجل ان تنهض كطائر الفينيق لتعود كما كانت مدينة الاضواء وقد غادرتها ليلفها السواد, حكايات يرويها هذا الموصلي اشبه بالكابوس استمر اربعين يوما قضاها الراوي في مدينته منذ العاشر من حزيران 2014 وحتى مغادرته المدينة قسرا في الثلاثين من تموز ذلك الموعد الذي ابتلت به الموصل وعاشت زلزالها الاكبر الذي لم تكن بدايته هذا التاريخ بل بدأت ملامحه في الحادي عشر من تشرين الثاني 2004 وهذه ثمرة الاحتلال في مدن سحقتها سرف الدبابات الامريكية لتنتزع بذور المحبة والسلام منذ نيسان 2003 ولا زلنا نعيش تفاصيله القاسية والمأساوية وهذه الملايين المهجرة من مدنها وقراها هي اخر نتاجاته .
احدى عشرة حكاية دونها سعيد من ليلية نجومها رصاص الى افكار في مواجهة المحنة مارا بالتماثيل التي غادرت مستقرها والطفولة التي غادرت اعشاشها وليلة الرحيل عن مدينة ظلت لصيقة به عقودا .
ورغم اختلاف وجهات النظر في الملاحظات التي طرحت الا انها اشرت منحى جميلاً في التعبير عن حالة اعترى الخوف كتابنا وصحفيينا في توثيقها بما تستحق , مدينة توشحت بالسواد منذ عقد ونيف وهي تبحث عمن ينزع هذا السواد , ويعيد لها وحهها الناضح البياض , يعيد شوارعها وازقتها وجسورها وساحاتها وملاعبها وهي مكتضة بالبشر حد التخمة .