مسيرة وامسية تأبينية احتفاء بأربعينية الملفان يونان هوزايا
أقامت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية و اتحاد الأدباء السريان، أمسية تأبينية بمناسبة أربعينية الأديب الراحل الملفان يونان هوزايا على قاعة مدرسة مار قرداخ بعنكاوا، الساعة الخامسة مساء الثلاثاء 9/2/2016 بحضور ممثل رئيس حكومة إقليم كوردستان الأستاذ زيرك كمال والأستاذ خالد دوسكي وزير الثقافة والشباب بحكومة الإقليم والأستاذ نوزاد هادي محافظ أربيل والسيد الدكتور امجد الحويزي مدير عام الثقافة والفنون السريانية/ وكالة والأديب روند بولص كوركيس رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان والسادة المطارنة الأجلاء وعدد من النواب السابقين والحاليين ببرلمان إقليم كوردستان والبرلمان العراقي، فضلا عن عدد من ممثلي الأحزاب و رؤساء الدوائر الحكومية و منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والفضائيات وجمهور من محبي الفقيد وأصدقائه والإعلاميين والأكاديميين والأدباء والمثقفين.
استهلت الأمسية بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الأبرار، ثم قدمت مجموعة منتخبة من تلاميذ مدرسة اربائيلو السريانية نشيد (من سومر و أكد) كلمات يونان هوزايا والحان رمزي مرقس، عرض بعدها فلم قصير عن سيرة الراحل هوزايا حمل عنوان (رحيل عاشق السريانية) سيناريو وإعداد بطرس نباتي وإخراج أياد جبار.
ألقى بعدها الأستاذ زيرك كمال ممثل مجلس وزراء إقليم كوردستان كلمة عبر فيها عن عظيم الحزن وعميق الأسى لرحيل الأستاذ هوزايا الذي كان مناضلا صادقا في سبيل التعايش الأخوي بين المكونات الكوردستانية المختلفة، أعقبتها كلمة الاديب روند بولص رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان، أكد فيه ان الراحل كان رجل الافعال لا الاقوال وكان يعمل بكل جهده بتواضع و محبة واصفا اياه بناطور اللغة السريانية وفارسها الاشم.
تُلِيت بعدها برقية التعزية والمواساة التي أرسلها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية أشاد فيها بخصال الراحل الطيبة لاسيما كونه مسيحيا مؤمنا ومشرقيا حتى النخاع وسياسيا ملتزما بقضية شعبه ووطنه.
أما كلمة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق فألقاها بالإنابة الشاعر زهير بردى، حيث عدَّ الاتحاد رحيل هوزايا خسارة كبيرة للثقافة العراقية والمشهد الثقافي عموما لانه كان قدوة في تنوع انتاجاته ومثابرته حتى في أيام مرضه. تلتها كلمة نقابة صحفيي كوردستان ألقاها الأستاذ آزاد حمد أمين نقيب صحفيي كوردستان أشار فيها إلى البصمات والمساهمات الواضحة للفقيد في الثقافة والصحافة والتعليم السرياني، فضلا عن دوره البارز والفاعل في تأسيس نقابة صحفيي كوردستان عندما كان رئيسا لتحرير صحيفة بهرا وإسهاماته العديدة في تقريب وجهات النظر بين الألوان المختلفة.
الشاعر روبن بيت شموئيل رثى صديقه الراحل هوزايا بقصيدة باللغة السريانية حملت عنوان (موت صديقي)، ثم قرأت السيدة جاندارك هوزايا كلمة عائلة الفقيد شكرت في مستهلها كل من آزر وعزى وساند عائلة الراحل في مصابهم الأليم من المسؤولين الرسميين والحكوميين والكنسيين والحزبيين ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والأدباء ورفاق الدرب والأصدقاء مؤكدة أن كل ما قدموه كان سندا للعائلة لتجاوز هذه المحنة. ألقى بعدها الشاعر زهير بردى قصيدة حملت عنوان (ربما هو رثاء.. لأنك باقٍ). عرض بعدها فلم عن الراحل ونتاجاته الفكرية والأدبية من إنتاج أصدقائه في أميركا.
ثم إعتلى المنصة عدد من الباحثين والكتاب لتقديم جلسة حوار ونقاش عن الملفان يونان هوزايا تناوب على الحديث فيها: اللغوي بنيامين حداد، الأديب نزار الديراني، البرلماني يعقوب كوركيس، الصحفي فرهاد عوني والكاتب ميخائيل بنيامين، أدار الجلسة الأستاذ بطرس نباتي. أعقبتها مداخلات مقتضبة ومكثفة لنزار حنا مدير عام التعليم السرياني والأب شليمون ايشو مسؤول دار المشرق الثقافية/ دهوك، القاص هيثم بردى، البرلماني السابق شمايل ننو و أكد مراد نائب رئيس اتحاد الأدباء السريان، أغنت الجلسة.
وصباح نفس اليوم شهدت عنكاوا مسيرة جماهيرية صامتة إقامتها مديرية الثقافة والفنون السريانية واتحاد الأدباء والكتاب السريان انطلقت من أمام المتحف السرياني في عنكاوا، شارك فيها العشرات من الأدباء والكتاب والمثقفين يتقدمها عدد من الإباء الكهنه وعائلة الفقيد ومدير ناحية عنكاوا وعدد من ممثلي شعبنا في برلمان إقليم كردستان و روند بولص رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ورؤساء الدوائر الرسمية وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من أصدقاء ومحبي الفقيد .
وعند قبره تليت الصلوات والترانيم الحزينة والصلاة الربانية و بعدها وضعت أكاليل الزهور على قبره , الشاعر أمير بولص ألقى قصيدة بعنوان ( صْوصْياثا شْرْيْي دَرابي يونان ) . واختتمت بكلمات شكر قدمتها السيدة جاندارك هوزايا أرملة الفقيد لكل الجهات الرسمية والشعبية التي شاركت في المسيرة.
كلمة اتحاد الادباء والكتاب السُريان
حضورنا الاكارم طاب مسائكم ..
نجتمع اليوم في هذه القاعة بمناسبة الاربعينية الراحل الكبير، الملفان يونان هوزايا، وقلوبنا مفجوعة بالالم و والحزن على رحيله المبكر. يونان هوزايا لم يكن شاعرا مبدعا و لغويا بارعا و مناضلا شجاعا فقط، بل كان انسان حالما وذو رؤية واضحة وجوهر حلمه ان تستعيد امته هويتها الثقافية والتاريخية والحضارية بعد قرون من التهميش و الاقصاء، وعلم الراحل ان لاهوية بلا لغة، وعمل الراحل بجهد مضن وبشغف كبير على احياء لغة الام السُريانية والتوعية بأهمية تحديثها و تحبيبها و نشرها لتستعيد مجدها الغابر، فعل كل هذا وبشتى الطرق في زمن حفيف بالاخطار والظلمة وفرض الهوية الواحدة والغاء وتحريف هويات المكونات الاصلية، هذا كان حلمه الاكبر وهكذا اصبح حارسا امينا وناطورا لهذه اللغة و مبشرا بها الى اخر لحظة بحياته، حقا انه رجل الاعمال لا الاقوال، كان يعمل بهدوء و بصبر دون ملل او كلل، لا طمعا بالمجد او جاه او مال، بل حبا وايمانا بحلمه وحلمه هو مستقبل ومجد امته، الا ان هذا الحلم لم يجعل منه شخصية منغلقة بل تميزت شخصيته بالانفتاح الكامل على الاخر من بني وطنه وثقافته مع وافر الحب و الاحترام والتفاعل الايجابي المثمر، اذ كسب احترام الجميع واصبح الراحل شخصية وطنية ملهمة للكثيرين، كان الراحل معتزا جدا وفرحا بنشاطات اتحاد الادباء والكتاب السريان وكان يقول دائما نكم تذكرونني بايام شبابنا وعملنا الحثيث في بغداد في فترة السبعينات والثمانينات،
والغريب ان الراحل كان صبورا لا بل رؤوفا مع مرضه مثل ايوب، هكذا وجدناه خلال زياراتنا، اذ انجز لنا وهو طريح الفراش قائمة بعنوانين المحلات والدكاكين بالسريانية وسلمناها الى بلدية وادارة ناحية عنكاوا.
وفاء له وخدمة لثقافتنا و لغتنا ومن هذا المنبر اقترح ان نجعل من ترجمة اعماله الادبية الى اللغات المحلية والاجنية مشروعا ثقافيا، تعمل عليه المؤسسات الثقافية والاكاديمية ، و ان يمنح اسمه لكلية أو لمؤسسة ثقافية رصينة، ونناشد ايضا الجهات المسؤولة في الاقليم الاسراع بفتح اقسام اللغة السريانية في جامعات الاقليم وفتح اكاديمية سريانية.
ونحن في الاتحاد نعاهد ان نسير على خطى ناطور اللغة السريانية وفارسها الاغر في تحقيق حلمه، الذي رحل عنا بجسده وبقى حلمه حياً بيننا وملهما لنا.
راجين الطمأنينة والنعيم الابدي لروح الراحل و الصبر السلوان والعزاء لاسرته واهله واصدقائه
روند بولص كوركيس
رئيس اتحاد الادباء والكتابالسريان
اربيل /عنكاوا
9/2/2016