تقرير عن فعاليات المهرجان الثقافي السرياني في عنكاوا وصدور بيان ختامي
بحضور جمع نخبوي من الأدباء والكتاب السريان وضيوفهم من اعضاء الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق من بغداد و بصرة و بابل برئاسة الشاعر أبراهيم الخياط ، أقام المكتب الثقافي السرياني ممثلا بالباحث آشور ملحم في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب السريان وبمناسبة أعياد نيسان و"أكيتو " مهرجان الثقافة السريانية " الذي انطلق في عنكاوا صباح يوم السبت 10 نيسان واستمر لمدة يومين 9-10 نيسان.
حضر المهرجان الذي أقيم على قاعة فندق كلاسي في عنكاوا قائممقام قضاء الحمدانية ومدير ناحية عنكاوا وعدد من ممثلي ابناء شعبنا في برلمان اقليم كردستان والبرلمان العراقي والقنصل الفلسطيني في اقليم كردستان ورؤساء وممثلي المؤسسات الثقافية السريانية في اربيل ودهوك وكركوك .
بدأ المهرجان الذي حظي بتغطية اعلامية متميزة وتناوب على تقديم فقراته كل من الصحفي شليمون داود والشاعرة بروين شمعون بالوقوف دقيقة صمت ترحما واجلالا على أرواح شهداء الكلمة الحرة وشهداء والوطن، بعدها القيت كلمات الجهات المنظمة والراعية للاحتفال . حيث القى الشاعر ابراهيم الخياط كلمة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، والكاتب والباحث آشور ملحم كلمة مكتب الثقافة السريانية في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق لتختتم بكلمة اتحاد الادباء والكتاب السريان وألقاها الاديب روند بولص رئيس الاتحاد . لتتوالى بعدها قراءة قصائد باللغة السريانية والعربية شارك فيها كل من الشعراء ( كوركيس نباتي ، زهير بردى ، سهام جبّوري ، دلال عيسى ، أمير بولص ، باسل شامايا ، بنيامين حداد ، يوسف زرا ، الاب الخوري قرياقوس حنا البرطلي ، يوخنا دانيال ، جميل الجميل ، قصي مصلوب ، نوئيل جميل ) .
ثم قدم بعدها رؤساء وممثلي عدد من المؤسسات الثقافية السريانية شرحا موجزا عن مؤسساتهم الثقافية منذ بدايات التأسيس والانشطة والفعاليات التي تقوم بها والدوريات التي تصدرها وهي :
دار المشرق الثقافية / دهوك وتحدث عنها الاب شليمون أيشو رئيس الدار .
جمعية الثقافة الكلدانية / عنكاوا وتحدث عنها الاستاذ صباح شامايا عضو الهيئة الادارية .
النادي الاشوري الرياضي / كركوك وتحدث عنه رئيس الهيئة الادارية يوبرت يوئيل .
لتختتم الجلسة الصباحية بفلم تسجيلي عن النازحين من ابناء شعبنا ومن انتاج قناة عشتار الفضائية .
اما الجلسة المسائية فتضمنت ثلاث دراسات حول الادب والثقافة السريانية قدمت في جلسة ادارها الكاتب بطرس نباتي وتحدث في الاولى الاديب نزار حنا الديراني عن " الموت والبعث … دراسة مقارنة بين الشعر العراقي القديم والشعر السرياني في العصر الذهبي " وذكر ان الشعراء السريان تأثروا بالكثير من رموز وممارسات التاريخ النهريني مثل اكيتو وملحمة كلكامش والطوفان وغيرها الى قصائدهم واستشهد ببعض من هذه القصائد لشعراء مثل مار يعقوب السروجي ومار بالاي ومار نرساي ومار افرام وغيرهم . ثم تحدث الدكتور روبن بيث شموئيل عن " الحداثة في القصيدة الاشورية / السريانية " وذكر بان الشاعر شليمون ايشو سلامس استطاع ان يكتب اول نص حداثوي في القصيدة الاشورية / السريانية التي نشرت في الصحافة الاشورية في سنة 1925 اي قبل 25 سنة قبل الحداثة في القصيدة العراقية والعربية وحملت عنوان ( رحلة الدموع في طريق الدم ) التي ارخ فيها مأساة الاشوريين برحلتهم من هكاري الى اورميا وكرمنشاه الى بعقوبة ثم مندان . ثم تحدث الباحث اشور ملحم واستعرض بعضا من الممارسات الطقسية الكنسية والحياتية التي لازال ابناء شعبنا يمارسها في كنائسه وفي حياته وارجعها الى اصول اكدية وسومرية مثل نوسرديل وكياسا وغيرها . واخر المتحدثين كان القاص هيثم بردى الذي تحدث عن " الروائيون السريان .. والريادة ، والمجاورة في الريادة " وذكر بان يوسف رزق الله غنيمة الذي اصدر قصة الاوهام في عام 1910 هو اول قاص عراقي وكذلك رزوق عيسى ولهما الريادة في القصة العراقية ثم جاء القاص السرياني يوسف متي الذي كتب القصة القصيرة في الثلاثينات من القرن الماضي ثم استعرض القصاصون السريان عبر السنوات اللاحقة مثل ادمون صبري وسكون بولس وهيثم بردى وبنيامين حداد وسعدي المالح وغيرهم .
واختتمت الجلسة بعدد من المداخلات من الحضور لترفع جلسات مهرجان الثقافة السريانية الى اليوم التالي .
اختتم الاحد 10 نيسان 2016 مهرجان الثقافة السريانية الذي اقيم بمناسبة اعياد نيسان وأكيتو وبتنظيم مكتب الثقافة السريانية في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق واتحاد الادباء والكتاب السريان .
ففي قاعة فندق كلاسي في عنكاوا جرت فعاليات الثاني للمهرجان بحضور نزار حنا مدير التعليم السرياني في اقليم كردستان ووفد الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وجمع من الشعراء والكتاب السريان كما حضر بعض فقراته ايضا نظمي حزوري قنصل فلسطين في اقليم كردستان .
تضمنت فعاليات اليوم الثاني الذي قدم فقراته الصحفي بهنام شمني ، قراءات شعرية تنوعت ما بين قصائد باللغة السريانية والعربية لشعراء سريان وهم ( جبرائيل ماموكا ، نوئيل حنونا ، يوسف كبو ، بسمة الساعور ، شرارا يوسف ، كريم اينا ، منال أبونا ، أثير نوح ، نمرود قاشا ، ناجي عكولة ، كوثر نجيب ، غزوان صباح ، بروين شمعون ، عشتار جبرائيل ) . كما قدم الكاتب يوسف زرا كلمة قصيرة باسم المؤسسات الثقافية السريانية في ألقوش تحدث فيها عن هذه المؤسسات وانشطتها الثقافية والمجلات والصحف التي تصدرها . وتخللت جلسة اليوم الثاني ايضا وصلات غنائية سريانية وعربية قدمها كل من الفنان عصام شابا فلفل والفنان فؤاد زمارا تفاعل معها الحضور واضافت الى الجو بهجة وسرور .
وفي ختام فعاليات اليوم الثاني للمهرجان اصدر المشاركون فيه بيانا تُلي على الحضور وباللغتين السريانية والعربية . وفيما يلي نص البيان.
((البيان الختامي))
الصادر عن مهرجان الثقافة السريانية في أربيل- عنكاوا
بمناسبة أعياد "أكيتو" نيسان "رأس السنة البابلية الآشورية، عقد مكتب الثقافة السريانية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب السريان، مهرجان الثقافة السريانية يومي التاسع والعاشر من نيسان 2016 في أربيل "عنكاوا"، وبمشاركة وفود من بغداد ودهوك وكركوك وبابل والبصرة، فضلاً عن أدباء وكتاب سهل نينوى المهجَّرين. وتضمَّن برنامج المهرجان عددًا من الكلمات والقصائد والبحوث، وتوقَّف المشاركون مليَّا أمام محنة الأدباء المهجَّرين قسرًا من دورهم ومدنهم وقراهم المغتصبة من قبل قوى الشرِّ والظلام.
وبهذه المناسبة يوصي المهرجان ب:
1- تفعيل هيئة اللغة السريانية في المجمَّع العلمي العراقي في بغداد.
2- إستحداث مديرية عامة للثقافة والفنون السريانية في وزارة الثقافة الاتحادية.
3- إستحداث قسم اللغة السريانية في إحدى جامعات إقليم كوردستان، ودعم عملية التعليم السرياني.
4- تجديد المطالبة بفتح أكاديمية علمية سريانية في إقليم كوردستان إسوةً بالأكاديمية العلمية الكوردية.
5- دعم المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية والمديريات التابعة لها في إقليم كردستان، بما من شأنه إستمرار عملها في أربيل ودهوك، وضرورة إكمال بناية قاعة ومسرح المديرية في عنكاوا، والعمل على تعيين مديرٍ عامٍ لها، والذي شُغِر منذ أكثر من عام.
6- دعم نتاجات الأدباء والكتاب السريان من خلال طبعها من قِبَل وزارتي الثقافة الاتحادية وإقليم كوردستان، فشلاً عن دعم المؤسسات الثقافية السريانية التي عانت الأمرين، بسبب التهجير القسري والأزمة المالية والإقتصادية.
ثمَّن المهرجان مبادرة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بدعمه عقد هذا المهرجان سنويًا، ودعم إصدار مجلَّة "الكاتب السرياني".
وأقرَّ المهرجان في ختام أعماله، تثبيت موعد عقده سنويًا خلال الفترة من "1-12" نيسان، تزامنًا مع أعياد أكيتو، على أن يُعقد المهرجان المقبل في كركوك، كبادرة خير وأمل لعقد المهرجان اللاحق في "بغديدا" المحرَّرة.
مهرجان الثقافة السريانية
10 نيسان 2016
أربيل- عنكاوا
(( كلمة أتحاد ألادباء والكتاب السريان ))
الحضور ألاعزاء طاب صباحكم
بداية لابد من كلمة شكر و وفاء وأمتنان اوجها باسمي و باسم اتحاد الادباء والكتاب السريان الى مكتب الثقافة السريانية لأتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، والأتحاد العام، لدعمه و مشاركتة في هذا المهرجان (مهرجان الثقافة السريانية ) والذي يقام بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب السريان، في مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان/العراق، اربيل الحضارة والجمال والسلام، وتحديدا في ناحية عنكاوا، العريقة بتاريخها وعطائها الانساني والفكري، والتي تحتضن بكل حب وفرح وألفة وحميمية قرابة عامين تقريبا، العشرات من المثقفين والاكاديميين والادباء و الكتاب السريان وآلاف آخرين من المهجرين قسرا من قبل الارهاب الاعمى من ارضهم التاريخية من مدينة نينوى وسهلها الفسيح المعطاء.
أيها الحضور الاكارم
أن اقامة مثل هذه الفعالية الثقافية الهامة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد تؤكد وبشكل عام على الدور التنوري الفاعل للمثقف العراقي وارادته الصلبة في تصديه للفكر الارهابي الظلامي الاجرامي وظاهرة الفساد العفنة والطائفية المقيتة والمحاصصة البغيضة، و تؤكد أيضا قدرته على الخلق والابداع وتعزيز روح الانتماء والفداء للارض والانسان،
وبشكل خاص تؤكد أيضا، أن المثقف السرياني مثابر و صبور على نوائبه و متمسك ومتشبث بقوة بجذوره وارضه واحلامه، هاهو يطرد من بيته و يُشَرد عن ارضه و وتصادر حريته و تهدد عقيدته وتُسلب منه كتبه وقلمة ومسوداته وكل مقتنياته ، و تدمر ارثه و آثاره وكنائسه واديرته ومكاتبه ومتاحفه والبحار القاسية تلتهم ابنائه، ألا انه مازال قادرا على نفخ الحياة في العروق اليابسة وهو قابع في خيام الموت أو كرفاناته السردينية منذ سنتين تقريبا، وأن ينشد أناشيد الجمال والامل والحب رغم جراحاته وتراكم القبح من حوله.
ايها الاعزاء
هذا هو حال الاديب والمثقف السرياني اليوم وبأحسن أحواله، وهو سليل وصانع حضارات بلاد النهرين ، والسؤال الاكبر هو ألا يستحق هو وشعبه كل المساندة والدعم الاستثنائي كي يبقى حاملا قنديله الوضاء في دروب الظلام قبل ان ينضب زيت قنديله ويغرق الجميع بالظلمة الحالكة؟
وفي الختام نأمل ان يكون هذا المهرجان باكورة وفاتحة لمشاريع ثقافية مستدامة بيننا تترجم الى اقامة فعاليات ثقافية مشتركة متنوعة منها طبع الكتب و اقامة معارض للكتاب وحضور مؤتمرات بوفود مشتركة، واقامة ورشات تطويرية مما تساهم في الحفاظ وأثراء التنوع الثقافي التي تزخر بها البلاد منذ آلاف السنين و تؤسس لثقافة الحوار وقبول ومحبة الاخر وتعزز قيم التسامح و نكران الذات وتذكي روح المواطنة والانتماء، لينعم الجميع بحياة حرة كريمة آمنة في وطن يحتضن الجميع.
المجد والخلود لشهداء الكلمة الحرة .. المجد والخلود لشهداء الوطن والحرية
شكرا لأصغائكم..
روند بولص كوركيس
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان
اربيل / عنكاو / 9 نيسان 2016