مثقفو شعبنا في اليوم العالمي للغة الأم يدعون الى النهوض باللغة السريانية

0

 

 

 

 

 

 

 

بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف في 21 شباط من كل عام، اقام اتحاد الادباء والكتاب السريان على قاعة المركز الاكاديمي الاجتماعي في عنكاوا جلسة حوارية بعنوان (اللغة السريانية والافاق) بمشاركة نخبة مثقفة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.

استهل  مدير الجلسة ونائب رئيس الاتحاد "أكد مراد" الحديث في الامسية مرحبا بالحضور وطالبا منهم الوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح الشهداء الوطن وشهداء من ابناء شعبنا والمدافعين عن حق التنوع اللغوي والثقافي. بعدها أعطى نبذة تاريخية عن بدايات الاحتفال بهذا اليوم التي تعود الى الانتفاضة التي اطلقها الطلبة البنغال في مطلع خمسينيات القرن الماضي والتي سميت بـ(الحركة اللغوية البنغالية)  بعدما فرض "محمد علي جناح" في 21 شباط 1948 "اللغة الاوردية" وبادرت منظمة اليونسكو الى تخليد هذا اليوم 21 شباط تحت عنوان (اليوم العالمي الأم) وتنظيم احتفالات خاصة بالمناسبة من اجل الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي وتعدد اللغات. ونوه الاستاذ "أكد" في حديثه الى اللغة السريانية التي تعتبر من اقدم اللغات في العالم داعيا ابناء شعبنا الى ضرورة الحفاظ عليها من خلال تعلمها وجعلها لغة التخاطب اليومي حفاظا عليها من الزوال بعدما اعلنت الامم المتحدة  عن اكثر من 200 لغة من اللغات الام في عداد المنقرضة.

رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان الاديب "روند بولص" مداخلته كانت بعنوان ( اللغة السريانية ومقومات بقائها ) تحدث عن مقومات اللغة السريانية  مشيرا الى عصرها الذهبي قبل المسيحية وتسيُدها منطقة الشرق وانتشارها على نطاق واسع فيه، ومن ثم تبنيها للايمان المسيحي بعد دخول المسيحية ودورها في اغناء الحضارة العربية خلال الفترة العباسية، وتساءل رئيس الاتحاد هل يمكن لهذه اللغة ان تعود وتلعب نفس الدور الذي كانت تلعبه في السابق، مؤمدا بقائها كونه لغة قوية متكاملة لها أبجدية فصيحة ومتطورة لها صرف ونحو وبلاغة و خاصة بها وغنية بالمفردات  والاوصاف الدقيقة والمرادافات،  وهنالك شعب لا زال يتحدث بها و يكتب بها دون انقطاع رغم انحسارها ، أيضا من مقوماتها وجود جغرافية خاصة بهذا المجتمع الاصيل المتجانس المتحدث بهذه اللغة، اضافة الى وجود مؤسسات حكومية رسمية و غير رسمية و أكاديمية جامعية تهتم بهذه اللغة وتتداولها وتدرسها ،  اضافة الى المؤسسة الدينية المتمثلة بالادرة والكنائس و طقسها وليتورجيتها السريانية، موضحا الاهتمام العالمي بهذه اللغة و تدريسها في الجامعات المختلفة بالعالم ، اضافة الى سّن مجموعة من القوانين والتشريعات خاصة في العراق التي تحميها وتعتبرها لغة رسمية في الوطن واقليم كردستان –العراق ، مشيرا الى تجربة التعليم السرياني في الاقليم و سهل نينوى ، مضيفا ان النهوض باللغة السريانية في العراق تحتاج الى تأسيس اكاديمية علمية سريانية في الاقليم و تفعيل الهيئة العلمية للغة السريانية في بغداد و والدعم الاقتصادي ، والتوعية بين ابناء شعبنا حول اهمية  لغة الام والمحافظة عليها وتطويرها و شحذ روح الانتماء الوطني والقومي و ايجاد فرص عمل  للمتخرجين من المدارس  السريانية 

الدكتور "يوسف قوزي" الاكاديمي وعضو الاتحاد تطرق في حديثه الى الجامعات والكليات العالمية التي تدرس فيها اللغة السريانية مثل الجامعات الكندية والالمانية والامريكية والبلجيكية والمصرية وغيرها، ثم تطرق الى دوره وجهوده الحثيثة في تاسيس قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد في سنة 2004 والى دوره في تاسيس قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين.

الدكتور"روبن بيث شموئيل" المدير العام لمديرية الثقافة والفنون السريانية تحدث في محور (اللغة ونشاطات شعبنا) وأكد على ضرورة ان تكون اللغة السريانية سيدة الحوار في جميع نشاطاتنا بالتحدث بها حتى بحضور من لا يفهمها كوسيلة للتعريف بها، واضاف ان اللغة لكي تبقى حية يجب ان يكون تخاطب الشعب بها، وشدد على ضرورة ان تكون اللغة المستخدمة في مسرحياتنا وفي ادبنا هي اللغة السريانية.

الاستاذ "نزار حنا" مدير التعليم السرياني في اقليم كوردستان. تحدث عن تجربة التعليم السرياني في الاقليم التي بدأت قبل 24 سنة والمراحل التي وصلت اليها والمعوقات التي صادفت التجربة وبالاخص من ابناء شعبنا أصحاب هذه اللغة وعدم تشجيع العائلة لانخراط ابنائهم في هذه المدارس ، ومع ذلك استمرت التجربة ونجحت وواصل طلابها الدراسة وتخرجوا من الجامعات بل تفوقوا على اقرانهم في المدارس الاخرى.

بينما تحدث الاستاذ "صلاح سركيس" باعتباره احد كوادر التعليم السرياني عن تجربة التعليم في سهل نينوى والتي بدأت بعد 2003 ومعوقاتها التي تمثلت في البداية بالفكر التراكمي للمفهوم العروبي على سكان المنطقة بسبب سياسات الحكومات السابقة ثم تطرق الى دور العائلة الضعيف في التشجيع لهذه التجربة والكنيسة ايضا بحسب قوله، هذا بالاضافة الى ضعف النظام التعليمي في العراق وقلة الكادر التدريسي.

"كوثر نجيب" الاستاذ في قسم اللغة السريانية المفتتح حديثا في جامعة صلاح تحدث حيثيات تأسيس القسم الذي يضم الان 20 طالبا، وتحدث ايضا عن الاسلوب المتبع من قبل اساتذة القسم والمشرفين عليه في ادارة العملية التعليمية فيه بحيث يصل الى صورة العائلة الواحدة، كما تحدث عن خططهم المستقبلية في الاستعانة بالمتخصصين من ابناء شعبنا ممن هم في دول الشتات وكذلك التعاون مع الجامعات العالمية.

وفي نهاية استعراض محاور الجلسة شارك الحضور في مداخلاتهم بتشخيص نقاط الخلل في العملية التعليمية وتقديم الافكار والمقترحات للارتقاء بها وكيفية جعل اللغة السريانية لغة الحياة في اوساط شعبنا التي هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ عليها، واتفق الحضور على ان الامة تبقى حية عندما تكون لغتها حية.

وخلُص الحضور في نهاية جلستهم الحوارية الى الخروج بمجموعة من النقاط أهمها ضرورة المحافظة والنهوض باللغة السريانية الى اوسع النطاق و التوعية بهذا الاتجاه و تشكيل لجنة من المختصين والبرلمانيين لمتابعة عملية تأسيس أكاديمية علمية سريانية في الاقليم، ولجنة أخرى لغوية تعمل طوعياً وبالتنسيق مع ادارة وبلدية عنكاوا في كتابة اسماء وعناوين المحال التجارية و الدوائر الرسمية في ناحية عنكاوا باللغة السريانية.

 

 

s1 s2 s3 s4 s5 s6 s7 s8 s9 s10 s11 s12 s13 s14