الحبر ألاعظم بابا فرنسيس أهلا و سهلا بك في بلاد الرافدين ارض الحضارات والحرف الاول
رسالة مفتوحة من أتحاد ألادباء والكتاب السريان في العراق
إلى قداسة الحبر الأعظم بابا فرنسيس بمناسبة زيارته المباركة الى بلاد النهرين
بسرور بالغ تلقينا نبأ زيارتكم المباركة الى العراق ( بيث نهرين ) واللقاء مع ابناءه بكل أطيافهم، وتأتي زيارتكم التاريخية هذه في وقت يمر الشعب العراقي بكافة مكوناته بمرحلة تاريخية حساسة وخطيرة، بما فيهم المكون المسيحي، الذي يعاني اليوم ألامرين ، من عذابات و آلام وألانعكاسات الخطيرة لهذه ألاوضاع الصعبة على وجوده و بقائه ، خاصة بعد الهجمة الشرسة التي شنها تنظيم داعش ألارهابي ضده في مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى ، وما خلفته عليه من آثار مادية ومعنوية و انسانية مدمرة ، منها ظاهرة الهجرة الخطيرة التي باتت تهدد و جوده و بقائه في الوطن، إن المعاناة المستمرة و ألاهمال الدائم لشعبنا المسيحي خلق حالة من ألياس و غياب أي بريق أمل في الآفاق.
لقد عانت ألاقليات في العراق ومنهم المكون ألمسيحي ومازال من أجحاف و انتهاكات وظلم لإخضاعه لعدد من القوانين الجائرة و الظالمة و البعيدة كل البعد عن القيم الانسانية والمساواة و مبدأ ألمواطنة.، منها قانون البطاقة الوطنية و مصادرة ارادته وحقه في أختيار ممثليه و نوابه ، وغيرها من القوانين والتشريعات الغير المنصفة و الظالمة.
إضافة الى الاستيلاء على أملاك وبيوت و عقارات وابنية المكون المسيحي بغير حق و محاولات التغيير الديموغرافي في مناطقه التاريخية بشتى الاعذار والطرق و ألأساليب الملتوية، وعدم احترام خصوصياته الأجتماعية و المدنية والثقافية و السياسية، رغم صدور عدد من القوانين و القرارات والتشريعات لضمان تلك الحقوق والحريات ، الا أنها بقيت معطلة ، لأنها تتعارض مع أطماع و مصالح الغير المشروعة لبعض من أصحاب السلطة والنفوذ.
مما لا شك فيه أن ارثنا السرياني الثقافي و الروحي و اللغوي يتعرض ومنذ فترة طويلة الى تهميش وتشويه و أهمال مستمر و قيود إدارية و و أجراءات روتينية ، مما يعيق الحفاظ عليه و تطويره ، خاصة بغياب تطبيق القوانين التي سُنت لتصون هذا الارث الحضاري و منه اللغة السريانية التي اقرتها تلك القوانين كأحدى اللغات ألوطنية الرسمية في الوطن.
آملين زيارتكم المباركة تساهم في تعزيز روح التآخي و التسامح والحوار وتثبيت مبدأ المساواة والعدالة في العراق ، وتخفيف معاناة المجتمع العراقي بأجمعه ، بما فيه الاقليات و ضمان حقوق و استحقاقات جميع مكوناته بما فيه المكون المسيحي. راجين الخير العام للجميع في وطن مزدهر بالمحبة و السلام والكرامة.
وأخيرا نقول لقداستكم شكرا لفيض محبتمكم .. شكرا لشجاعتكم .. رافقتك السلامة والعناية الالهية في رحلتك المباركة.
أتحاد ألادباء والكتاب السريان
العراق / اربيل / عنكاوا
3 آذار 2021