يوم الاديب العراقي … بين بولص الاشوري والمكتب السرياني
كتابة : نمرود قاشا
تثميناً لدورهم الثقافي المشع في أكثر من حقل ونتاج معرفي وأدبي، كرم مهرجان الأديب العراقي عدد من الأدباء بالقلم الذهبي الذي يرمز إلى الحروف والكلمات الذهبية التي خطّتها أنامل المبدعين، وهو التذكار الذي اختاره اتحاد أدباء العراق في حفل افتتاح مهرجان يوم الأديب العراقي بمسرح الرشيد، يوم الثلاثاء ٧ أيار ٢٠٢٤.
جميل لا بل رائع ان تكريم هذه الكوكبة من الأدباء بدرع اتحادهم بعد مسيرة إبداعية طويلة وحافلة ، وجميعهم قدموا للوطن عصارة فكرهم وجهدهم خدمة للمسيرة الثقافية للوطن .
بولص شليطا ملكو( 1940 ) ، او بولص الاشوري كما يحب ان يسمى ، واحد من هؤلاء ال ( 21 أديبا ) احتفى اتحادهم بهم ، اضافة الى الاديب روند بولص رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان والشاعر جميل الجميل بشهادة تقديرية نتيجة مشاركتهم في هذه الاحتفالية .
يتذكر معي كل أدباء سهل نينوى عندما كانت خطواتهم الاولى في اتحاد الجواهري مع بداية تسعينات القرن الماضي حينها منحنا هوية الاتحاد العام ، في حينها كان الاشوري بولص عضو المكتب التنفيذي للاتحاد ونائب الأمين العام لشؤون الثقافة السريانية اضافة الى مدير ادارة مجلة الكاتب السرياني .
كان رابي بولص المفتاح الذي يقودنا الى اروقة الاتحاد والمشاركة في نشاطاته المركزية والنشر في مطبوعاته وكنا في كل مناسبة او مهرجان المربد ليخبرنا بالاسماء المشاركة بالمهرجان وكان يختار شاعرين او ثلاثة في كل مناسبة ، وكان خارج هذا الاختيار الشاعرين الفقيدين : زهير بردى وشاكر سيفو اضافة الى القاص هيثم بردى فقد كان المقر العام يدعوهم للمشاركة في فعاليات الاتحاد .
“بولص شليطا ، شاعر عراقي، بدأ بالعمل في الحقل الثقافي منذ تأسيس النادي الثقافي الآثوري في بغداد عام 1970، منذ فترة السبعينات أخذت منشوراته القصائد والكلمات تظهر على صفحات الصحف المحلية: (الجمهورية- القادسية- التآخي) اضافة الى مجلات ( مجلة المثقف الآثوري- مجلة الثقافة- قالاسريايا- الكاتب السرياني- مجلة معلثا- مجلة سفروثا) .
في 16 نيسان 1972 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة ( المنحل ) والقاضي بمنح الحقوق الثقافية لأبناء شعبنا الذي سُمي ( الناطقين باللغة السريانية ) . وعلى اثر ذلك شمَّر ابناء شعبنا عن سواعدهم وأسسوا عدة جمعيات ثقافية فنية ونوادي اجتماعية عائلية ورياضية واصدروا عدة مجلات في العاصمة بغداد والمحافظات التي ساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة والوعي والمعرفة بين ابناء شعبنا .
وعلى ضوء هذا كانت ( جمعية اشور بانيبال ) تقيم مهرجانا كبيرا سنويا تستظيف فيه العشرات من ادباء وفناني شعبنا لعدة ايام ومن مختلف مناطق سهل نينوى وبعض المحافظات ، حيث كانت تقام فيه نشاطات فنية ومسرحية مهرجانات للشعر وبدون اي دعم حكومي ، كان ” شليطا ” عضوا مؤسسا في هذه الجمعية ، وكان وفد بغديدي يغطي أكثر من نصف فقرات هذا المهرجان .
في بداية السبعينات تأسس ( النادي الثقافي الاثوري ) والذي صدرت عنه مجلة ( المثقف الاثوري ) وبعدها اقيمت مهرجات شعر قطرية برعاية وزارة الثقافة يشارك فيها شعراء من : السريان ، العرب ، الكورد ، تركمان صابئة وارمن ، يلقون قصائدهم بلغتهم القومية ، وقد اصبح هذا النشاط تقليدا سنويا الى ان قامت الدولة بوقف هذه النشاطات بعد منتصف التسعينات .
كل التحية والتقدير لادباء الوطن الرواد وهم يتوجون بدرع اتحادهم العريق .